إلى أن أمر الظاهر بقتله في هذه السنة، فقتل، وكان الناصري يعتمد عليه والكتب ترد على الملك الظاهر بخطه في تلك الفتنة، فحقد عليه، ولما عاد إلى الملك لم يهجه بل استمر في التوقيع، وأمره بمساعدة علاء الدين الكركي لقلة معرفة الكركي بصناعة الديوان فباشر إلى أن سافر الملك الظاهر إلى حلب، وقتل الناصري وأمر بالقبض على البيري فقيد وحمل إلى القاهرة فقتل خنقا في رابع عشر ربيع الأول وأوصى أن يكتب على قبره:
بقارعة الطريق جعلت قبري … لأحظى بالترحم من صديق
فيا مولى الموالي أنت أولى … برحمة من يموت على الطريق
وكان بينه وبين أمين الدين الحمصي مكاتبات ومراسلات، ولم يكن نظمه ونثره بالفائق، بل كان مكثرا مقتدرا، حتى كان يكتب في شيء أنشأ غيره وينشيء في غيره، وهو أخو علم الدين سليمان، وقد عاش بعده أكثر من ثلاثين سنة، وكانا سمعا جميعا على الأعميين ابن جابر