أبلغ قريشاً عن أبي جندل ... أنَّا بذي المروة بالسَّاحل
في معشر تخفقُ أيمانهم ... بالبيض فيها والقنا الذَّابل
ولم يشهد أبو جندل شيئاً من المشاهد قبل الفتح. قال موسى بن عقبة: لم يزل أبو جندل بن سهيل وأبوه مجاهدين بالشام حتى ماتا، يعني في خلافة عمر.
ومن بني عامر بن لؤي عبد الله بن مَخرمة بن عبد العُزَّى بن أبي قيس بن عبد ودِّ بن نصْر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي، يكنى أبا محمد في قول الواقدي. أمه نَهيك بنت صفوان من بني مالك بن كنانة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين فَروة بن عمرو بن وَدفة بن عبيد ابن عامر بن بياضة البياضيِّ الأنصاريِّ الخزرجي. وشهد فروة هذا بيعة العَقبة مع السبعين، ثم شهد بدراً وسائر المشاهد. وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يَجْهرْ بعضُكمْ على بعض القرآن " رواه مالك عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحرث التَّيميِّ، عم أبي حازم التَّمَّار، عن البياضيِّ، ولم يسمِّه في الموطأ في هذا الحديث. وكان محمد بن وضاح وإبراهيم بن مُزَين يقولان: إنما سكت مالك عن اسمه لأنه كان ممَّن أعان على قتل عثمان، ولا وجه لما ذكراه من ذلك، ولم يكن لقائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار.
ولم يُختلف في اسم البياضي: وبياضةُ في الأنصار هو بياضة بن عامر بن زُريق بن عبد حارثة بن مالك بن عَضب بن جُشم بن الخزرج أخى الأوس. واسم أبي حازم التَّمَّار: دينار، وهو مولى الأنصار. وقيل: اسمُه يسار، مولى قيس بن سعد بن عُبادة. وقيل: هو مولى أبي رُهم كلثوم بن حُصين الغِفاريِّ.