وكان عبد الله بن مخرمة العامري من المهاجرين الأولين، وشهد بدراً وسائر امشاهد. وقال الواقديُّ: هاجر عبد الله بن مخرمة العامريُّ الهجرتين جميعاً. واستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وهو ابن احدى وأربعين سنة. رُوى عنه أنه دعا الله عزَّ وجلَّ ألا يُميته حتى يرى في كلِّ مفصل منه ضربةً في سبيل الله. فضُرب يوم اليمامة في مفاصله، واستشهد. وكان فاضلاً عابداً. وقال عبد الله بن عمر: أتيتُ على عبد الله بن مخرمة صريعا يوم اليمامة، فوقفت عليه فقال: يا عبد الله بن عمر، هل أفطر الصائم؟ قلت: نعم. قال: فاجعل في هذا المجنِّ ماءً لعلِّي أُفطر عليه. قال: فأَتيت الحوض وهو مملوء دماً، فضربته بحجفةٍ معي، ثم اغترفت فيه، فأتيتهُ به، فوجدتهُ قد قضى.
ومن ولدهِ أبو نَوفل عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة. قال مُسلم في الكُنى له: روى عن عبد الملك بن نوفل سُفيان بن عُيينةَ قال: وروى أبوه نوفل بن مُساحق عن سعيد بن زيد، وروى عن نوفل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
قال المؤلف أصلحه الله: سعيد بن زيد الراوي عنه نوفل بن مُساحق أحد العشرة الكرام رضي الله عنهم. وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل ابن عم عمر بن الخطاب بن نُفيل رضي الله عنهما.
وعبد الملك بن نوفل: يُعرف بالمُساحقي، نُسب إلى جدِّه مُساحق بن عبد الله. ويروى عن أبيه، عن سعيد بن زيد وعن كَيسان أبي سعيد المقْبُريِّ، عن هاشم بن عتبة المرقال الزهريِّ.
ومن بني عامر حُويطب بن عبد العُزَّى بن أبي قيس بن عبد وُدِّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وهو من مُسلمة الفتح. وعاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام. وكان من صُلحاء المؤلفة قلوبُهم. وهو عمُّ عبد الله بن مخرمة: وعمُّ حُويطب عمرو بن عبد ودٍّ قتيل علي يوم الخندق. وقال له مروان بن الحكم يوماً تأخَّر إسلامُك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث؟؟! فقال