للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن الزُّبير إفريقيَّة ومدحه. وقيل: إنه ماتَ في غزوة إفريقية بمصر، مُنصرفاً بالفتح مع ابن الزبير، ونفذَ بالفتح وحدَه. وقيل: إن أبا ذؤيب مات غازياً بأرض الروم ودُفن هناك، وإنه لا يعلمُ لأحدٍ من المسلمين قبر وراء قبره وكان قد ندبه إلى الجهاد، فلم يزل مجاهداً حتى مات بأرض الروم، ودفنهُ هناك ابنُه أبو عُبيد. وعند موتِه قال له:

أبا عُبيدٍ رُفع الكتابُ ... واقتربَ الموعدُ والحسابُ

قال محمدُ بن سلاّم: قال أبو عمرو: وسُئل حسانُ بن ثابت: من أشعر الناسِ؟ فقال: حيّاً أم رجلاً؟ قالوا: حياً. قال: هُذيل أشعرُ الناس حياً. قال ابن سلام: وأقولُ: إن أشعر هُذيل أبو ذؤيب. قال عمر بن شَبةَ: يُقدَّم أبو ذؤيب على جميع شعراء هُذيل بقصيدته العينية التي يرثى فيها بنيه. وقال الأصمعيُّ: أبرعُ بيتٍ قالته العربُ بيتُ أبي ذؤيب:

والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتها ... وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تَقنعُ

وهذا البيت من شعره المفضَّل الذي يرثى فيه بنيه، وكانوا خمسةً أُصيبوا في يومٍ واحد، وفيه حكمُ وشواهد، أوَّلُه حيث يقول:

أمِنَ المنُونِ ورَيبهِ تَتوجَّعُ ... والدهرُ ليس بمُعتِبٍ مَن يَجْزَعُ

وفي هذه القصيدة يقول:

أَودَى بنيَّ فأَعقَبوني حَسرةً ... بعدَ الرُّقادِ وعبرةَ ما تُقلِعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>