للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالعينُ بعدهمُ كأنَّ حِداقَها ... سُلمتْ بشَوكٍ فهْيَ عُورٌ تَدمعُ

سبَقوا هَوَيَّ وأعْنَقوا لهواهمُ ... فتُخُرِّموا، ولكلِّ جَنبٍ مَصْرَعُ

فَغَبرتُ بعدهمُ لعيشٍ ناصبٍ ... وإخالُ أني لاحقٌ مُستقْبِعُ

ولقد حَرصتُ بأن أُدافعَ عنهمُ ... فإذا المنيةُ أَقبلتْ لا تُدافَعُ

وإذا المنيةُ أَنشبتْ أظفارها ... ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ

وتجلُّدي للشامتينَ أُريهمُ ... أني لرَيبِ الدَّهرِ لا أتضعضَعُ

حتى كأني للحوادث مَرْوةٌ ... بصفا المشقَّرِ كلَّ يومٍ تُقرَعُ

ومن شعر أبي ذؤيب، رحمه الله، في النسيب، وأَحسنَ:

يل بيتَ دَهماءَ الذي أتجنَّبُ ... ذهبَ الشبابُ وحبُّها لا يذهبُ

مالي أحنُّ إذا جِمالُكِ قُرِّبتْ ... وأصدُّ عنكِ وأنتِ مني اقربُ

للهِ دَرُّكِ هل رأيتِ مُعوَّلاً ... لمكلَّفٍ أم هلْ لِوُدِّكِ مَطلبُ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>