للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدعوا الحمامةُ شجوَها فَتَهيجني ... ويروحُ عازبُ شوقيَ المتأوِّبُ

وأرى البلادَ إذا سَكنتِ بغيرها ... جَدْباً، وإنْ كانتْ تُطَلُّ وتخْصَبُ

ويَحلُّ أهلي بالمكان فلا أَرى ... طرفي بغيركِ مَرةً يَتَقلَّبُ

وأُصانعُ الواشينَ فيك تَجمُّلاً ... وهُمُ عليَّ ذَوو ضَغائنَ ذُوَّبُ

وتَهيجُ ساريةُ الرِّياحِ مِنَ ارْضِكمْ ... فأَرى الجنابَ لها يحَلُّ ويجْنَبُ

وأرى العدوَّ يحبُّكمْ فأحبُّهُ ... إن كانَ يُنسَبُ منكِ أَوْ لا يُنسَبُ

ومِن هُذيل أبو خِراش الشاعر: واسمُه خُويلدُ بنُ مُرَّةَ القِرْديُّ. وقِرْدٌ اسمُه عُميرُ بنُ مُعاويةَ بن تميم بن سعد بن هُذيل. مات في زمن عمر بن الخطاب من نَهشِ حية. وله في ذلك خبرٌ عجيبٌ يأتي بعدُ. وكان ممَّن يَعدو على قدميه فيسبق الخيلَ. وكان في الجاهلية من فُتاك العرب، ثم أسلمَ فحسنَ إسلامُه. وهو القائلُ في الجاهلية في عَدْوِهِ:

رَفَوني وقالوا: ياخُويلدُ لا تُرَعْ ... فقلتُ، وأنكرتُ الوجوه: هُمُ هُمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>