للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدَّث عليُّ بن القاسم بن عليِّ بن سليمان الهاشميُّ قال: حدثني رجل من أهل مكة قال: رأيت في منامي سعيد بن سلم في حياته في نعمته وكثرة عدد ولده وحسن مذهبه وكمال مروءته. فقلت في نفسي: ما أجلَّ ما أعطيه سعيد بن سلم! فقال لي قائل: وما ذخر الله له في الآخرة أكثر. وكان سعيد في رأس كلَّ سنة من سنيه منذ ولي الولايات إلى أن مات يعتق نسمة، ويتصدَّق بعشرة آلاف درهم. قال سعيد بن سلم: عرض لي أعرابي فمدحني فبلَّغ فقال:

ألا قلْ لساري الليل: لا تَخشَ ضَلَّةً ... سعيدُ بن سلمٍ ضوءُ كلِّ بلادِ

لنا سيِّدٌ أَربى على كلِّ سَيدٍ ... جَوادٌ حَناً في وجهِ كلِّ سَوادِ

قال: فأخَّرت: عن بِرِّة قليلا، فهاجني فبلَّغ فقال:

لكلِّ أخا مَدحٍ ثوابٌ عَلمتُهُ ... وليس لمدْح الباهليِّ ثَوابُ

مَدحتُ ابنَ سَلمٍ والمديحُ مَهزَّةٌ ... فكانَ كصفْوانٍ عليهِ تُرابُ

وقال أبو الشَّمقمق: واسمه مروان بن محمد، وكان خبيث اللسان، يهجو سعيد بن مسلم:

هَيهاتَ تَضرِب في حديدٍ باردٍ ... إن كنتَ تطمعُ في نَوالِ سَعيدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>