حدَّث أحمد بن زهير: نا أحمد بن حنبل: نا عبد الصَّمد: نا أبو هلال: نا عبد الله بن صبيح، عن محمد بن سيرين قال: كان سمرة ما علمت عظيم الأمانة، صدوق الحديث، يحب الإسلام وأهله. وحدَّث محمد بن أبي عدي " واسم أبي عدي إبراهيم " قال: أجبرني حسين المعلِّم عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت سمرة بن جندب يقول: قد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما. فكنت أحفظ عنه، وما يمنعني من القول إلا أنَّ هاهنا رجالا أسنّ مني. ولقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة " ماتت " في نفاسها، فقام عليها للصلاة وسَطَها.
روى عنه الحسن والشعبي وعليُّ بن ربيعة الوالبيُّ الأسديُّ ابو المغيرة وقدامة ابن وَبْرةَ. وقال الواقديُّ. سَمُرةُ بن جندب الفَزاريُّ حليف للأنصار، يكنى أبا سعيد. قال ابن هشام: أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد سَمُرةَ بن جندب الفزاريَّ ورافع بن خديج أحد بني حارثة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ردَّهما. فقيل له: يا رسول الله، إنَّ رافعا رامٍ، فأجازه. فلما أجاز رافعا قيل له: يا رسول الله فإن سمرة يصرع رافعا، فأجازه. وكان سمرة من الحفَّاظ المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت وفاته بالبصرة سنة ثمان وخمسين. سقط في قدر مملوءة ماء حارَّا، كان يتعالج بالقعود عليها من كُزاز شديد أصابه. فسقط في القدر الحار، فمات. كان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة، وثالث معهما:" آخركم.... موتا في النار ".
ومن بني ثعلبة بن عديِّ بن فزارة عُيينةُ بن حصن بن حذيفة بن بدر: كان اسمه حذيفة، فأصابته لَقْوهٌ فجحظت عيناه، فسُمَي عُيينة، ويكنى أبا مالك. وجدُّه حذيفة بن بدر سيِّد غطفان. وكان يقال له: ربَّ مَعَدً. وكذلك ابنه حِصن، قاد أسدا ووغطفان. وقتل بنو عبس حذيفة، وقتل بنو عُقيل حِصنا.
وعُيينةُ هو الذي أغار على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فكان