من أجلها غزوة ذي قَرَد. وكان من المؤلَّفة قلوبهم. أسلم بعد الفتح، وقيل قبل الفتح. وشهد الفتح مسلما، وارتدَّ حين ارتدَّت العرب، ولحق بطليحة بنن خويلد الأسديِّ حين تنبَّأ وآمن به. فلما هُزم طليحة وهرب أخذ خالد بن الوليد عُيينة بن حصن، فبعث به إلى أبي بكر في وثاق، فقدم به المدينة فجعل غلمان المدينة ... بالجريد ويضربونه ويقولون: أيْ عدوَّ الله، كفرت بعد إيمانك. فيقول: والله ما كنت آمنت. ولما كلمه أبو بكر رجع إلى الإسلام، فقبل منه، وكتب له أمانا، وكان من الأعراب الجفاة ذكر ... حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم قال: جاء عُيينة بن حصن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة. فقال: من هذه؟ وذلك قبل أن ينزل الحجاب. قال:" هذه عائشة ". قال: أفلا أنزل لك عن أمُّ البنين وتنكحها؟ فغضبت عائشة وقالت: من هذا؟ قال:" هذا أحمق مُطاع "، يعني في قومه. وفي غير هذه الرواية في هذا الخبر أنه دخل النبيِّ صلى الله عليه وسلم بغير إذن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وأين الإذن؟ ". فقال: ما استأذنت على أحد من مُضر. وكانت عائشة مع النبيِّ عليه السلام جالسة. فقال: من هذه الحميراء؟ فقال:" هذا أحمق مُطاع "، وهو على ما ترى سيِّد قومه.
وكان عيينة يُعدُّ في الجاهلية من الجرّارين، يقود عشر آلاف. وتزوَّج عثمان ابنته فدخل عليه يوما فأغلظ له. فقال له عثمان: لو كان عمر ما أقدمت عليه بهذا. فقال: إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا.
وقال ابن قتيبة في " المعارف " إنَّ عُيينة دخل على عثمان في خلافته، فقال له: يابن عفَّان، سِرْ فينا بسيرة عمر بن الخطاب، فإنه أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا. فقال له عثمان: أما والله على ذلك ما كنت بالراضي بسيرة عمر، هل لك إلى العشاء؟ قال: إني صائم. قال: أمُواصل أنت؟ قال: وما الوصال؟ قال: تصوم يومك وليلتك ويومك حتى تُمسيَ. قال: لا ولكنِّي وجدت صيام الليل أيسر عليَّ من صيام النَّهار.