وعُيينة هو الذي أغار على سوق عُكاظ، فهو الفِجار الثاني. وله عقب. وعَمِيَ في آخر خلافة عثمان. وروى أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل قال: سمعت عُيينة بن حِصن يقول لعبد الله: أنا ابن الأشياخ الشُّمِّ. فقال له عبد الله: ذلك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فسكت. وكان له ابن أخ له دين وفضل، وهو الحرُّ بن قيس بن حصن. قال سفيان بن عُيينة عن الزهريِّ: كان جلساء عمر بن الخطاب أهل القرآن شبابا وكهولا. قال: فجاء عيينة الفزاريُّ، وكان له ابن أخ من جلساء عمر، يقال له: الحرُّ بن قيس. فقال لابن أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل؟ قال: إني أخاف أن تتكلم بكلام لايَنْبغي. فقال: لا أفعل، فأدخله على عمر. فقال: يابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل. قال: فغضب عمر غضبا شديدا، حتى همَّ أن يُوقِعَ به. فقال ابن أخيه: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله يقول في كتابه:) خذِ العفوَ وأْمر بالعُرف وأَعرض عن الجاهلين (، وإنَّ هذا من الجاهلين. قال: فخلَّي عنه عمر. وكان وقافا عند كتاب الله، هكذا ذكر هذا الخبر الحافظ ابن عبد البرِّ في الاستيعاب.
وقال البخاري: حدثنا اسماعيل قال: حدثني ابن وهب عن يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس قال: قدم عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، فنزل على ابن أخيه الحرِّ بن قيس، وكان من النَّفر الذين يُدْنيهم عمر. وكان القُراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا أو شبابا. فقال عيينة لابن أخيه: يابن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير، فتستأذن لي عليه؟ فقال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عباس: فاستأذن لعيينة. فلما دخل قال: يابن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى همَّ بأن يقع به. فقال الحرُّ: يا أمير المؤمنين إن الله قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:) خذِ العفوَ، وأمر بالعُرف، وأَعرِض عن الجاهلينّ (فوالله ما تجاوزها عمر حين تلاها عليه. وكان وقَّافا عند كتاب الله. والحرُّ بن قيس هذا هو الذي تمارى مع ابن عباس في صاحب موسى. فقال