فلما عُزل ابن هبيرة حبسة خالد بن عبد الله القَسْريُّ قال الفرزدقُ:
لَعَمري لئن نابَتْ فَزارة نوبةً ... لَمِن حَدَثِ الأيام تحبِسُها قَسْرُ
لقد حبسَ القَسريُّ في سجنِ واسطٍ ... فتًى شَيْظمياً لا يُنَهنِهُه الزَّجرُ
فتًى لم تُربِّيهِ النَّصارى ولم يكن ... غِذًى له لحمُ الخنازيرِ والخمرُ
وقال الفرزدق لابن هُبيرة حين نُقبَ له السجن. فسار تحت الأرض هو وابنه حتى نفذ بطنها:
لمَّا رأيتَ الأرضَ قد سُدَّ ظهرُها ... فلم يَبقَ إلا بطنُها لكَ مَخْرَجا
دَعَوتَ الذي ناداهُ يونُسُ بعدَما ... ثَوى في ثلاثٍ مُظْلماتٍ ففرَّجا
فأَصبحتَ تحت الأرضِ قد سِرتَ سَيْرةً ... وما سارَ سارٍ مثلَها حينَ أَدْلجا
خرجتَ ولم يَمنُنْ عليك طَلاقةً ... سِوى رَبِذِ التقريب من نَسْل أعْوَجا
فقال ابن هبيرة: ما رأيت أشرف من الفرزدق هجاني أسيرا ومدحني أسيرا.
وابنه يزيد بن عمر بن هبيرة: ولي العراقين لمروان بن محمد خمس سنين. وكان شريفا كريما جميل المرأة، عظيم الخطر، وكان أبو جعفر المنصور حصر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute