يزيد بواسط شهورا، ثم أمنه. وافتتح البلد صلحا، وذلك في أيام أخيه أبي العباس. وكان يزيد يركب إليه في أهل بيته. فكان أبو جعفر يقول: لا يَعِز مُلْكٌ هذا فيه، ثم قتله بعد الأمان العظيم الذي عقد له.
ومن بني مازن بن فزارة هرممُ بن قطبة بن سيَّار الذي تحاكم إليه للمنافرة علقمة بن عُلاثة وعامر بن الطفيل الجعفريان. فقال: أنتما يا بْنَيْ جعفر كَركْبتَيِ البعير تقفان معا. ولم يُنفِّر واحد منهما على صاحبه.
ومن مازن فزارة زُميل بن أبرد: وهو قاتل ابن دارة، أحد بني عبد الله بن غطفان حين هجاه وهجا فزارة. قال الزبير بن بَّكار: وهو سالم بن دارة. وكان اسم دارة مُسافع. فقال الزبير: أخبرني محمد بن الضحاك عن أبيه قال مسافع أبو سالم لزميل بعد أن أمن: ويحكَ يا زُميلُ، لم قتلت سالما؟ فقال: أحرقني بالهجاء. قال: أنت أشعر الناس حيث تقول:
أجارتنا....... ومن يكُ رهناً للحوادثِ يَغلَقِ
ومن بني ظالم بن فزارة نَعامةُ الذي كان يُحمَّقُ، واسمه بَيْهَسُ وهو القائل الكلمات الأربع التي ذهبت كلها أمثالا: أولها: " لكنْ على بَلدَح قوم عَجْفَى ".
والثانية:" لكن بالأَثَلاثِ لحم لا يظلَّل ".
والثالثة:" الثكْلُ أرأمُها ولداً ".
والرابعة:" لو خُيِّرتُ لاخْتَرتُ ".
ولهذه الكلمات خبر مشهور ذكره أبو عبيد في الأمثال عن المفضَّل الضبِّي.