ومن بني جشم شدّاد بن عارض الجُشميُّ: وهو من الصحابة. وهو القائل في مسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لثقيف:
لا تَنصُروا اللاتِ إنَّ اللهَ مُهلكُها ... وكيف يُنصرُ مَن هو ليسَ يَنتصرُ؟
إن الرسولَ متى ينزلْ بلادكمُ ... يَضعنْ، وليس بها من أهلها بَشَرُ
ومنهم أبو الأحوص الجشميُّ: صاحب عبد الله بن مسعود، واسمه عوف، وأبوه مالك بن نضلة، من الصحابة. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. أبو داود: حدثا أحمد بن حنبل قال: نا عبدة قال: نا أبو الزَّعراء عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأيدي ثلاثة؛ فيد الله العليا، ويد المعطى التي تليها، ويد السائل السُّفلى، ولا تعجز عن نفسك ". وروي السَّبيعيُّ عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: دخلت على النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال لي: أرأيت إبلك ألست تنتجها مسلَّمة آذانُها؟ فتقول: هذه بحر، وتقطع جلودها فتقول: هذه صرم، فتحرِّمُها عليك وعلى أهلك ". قال: نعم. قال: " فإنَّ ما أتاك الله حل، وساعد الله أسد، وموسى الله أحد ".وروي عن أبي الأحوص الحسن وأبو إسحاق السَّبيعيُّ وعطاء بن السائب. وقتل أبا الأحوص الخوارج أصحاب قطري.
ومن بني جشم دريد بن الصِّمَّة: وكان من فرسان الجاهلية وشعرانها. وأدرك يوم حنين شيخا هرما، فلم يسلم؛ غلبت عليه الشَّقوة. قال أبو عبيدة معمر بن المثَّنى التَّيميُّ؛ مولى لهم: عاش دريد دهرا حتى خرف، وذهب بصره، وأدرك الإسلام فلم يسلم حتى شهد يوم حنين مع المشركين، وعلى الناس يومئذ مالك بن عوف النَّصريُّ. فقال دريد: مالي أسمع ثغاء الشاة ورغاء الإبل وبكاء الصِّبيان؟ فقال له مالك: حشرت مع الناس أموالهم وحرمهم.