فقال دريد: راعى ضأن والله. أما والله ما شيئا. والله لئن كانت لك ما ينفعك إلا رجل بسلاحه، ولئن كانت عليه لتُسبينَّ حُرمُك ونساؤك. فكره أن يكون لدريد فيها ذكر، فخالفه وقد علم ما قال دريد. فلما هزم الله المشركين سبى المسلمون ذراعيَّهم، وأخذوا أموالهم، ولحق دريدا على المسلمين رجل من بني سليم وهو ربيعة بن رُفيع بن أهبان بن ثعلبة بن يعقوب بن سمّال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، وهو في شجار له على بعير، فظن أن امرأة فأناح به، فإذا شيخ أعمى، فسأله دريد: من أنت؟ فأخبره، ثم ضربه، فلم يصنع سيفه شيئا. فقال له دريد: بئس ما سلَّحتك أمُّك. ثم قال دريد: خذ سيفي من مؤخرة الرَّحل فاضربني به، وأخفضعن الدماغ، وارفع عن العظام، فإني هكذا كنت أقتل الرجال. وإذ أتيت أهلك فاخبرهم أنك قتلت دريد بن الصَّمة. قال السلميُّ: فأخذت سيفه، فضربته، فلما خَرَّ عن الشجار تكشف، فإذا ربلتاه وروانفه وبادُّه أعرى من اللحم من كثرة ركوب الخيل.
الرَّبلتان: واحدتها ربلةُ، وهي اللحمة الغليظة في أصل الفخذ. والرَّوانف: ما سال من الألية على الفخذ. والبادُّ: باطن الفخذ، والجميع بوادٌّ. قال الرجل: فلما وصلت أهلي أخبرتهم. فقال أمي: يا بُنيَّ أما إنَّ دريدا أعتق أمَّهات لك ثلاثاً.
وولد عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان هلالا ونميرا وسواءة وربيعة أبن عامر بنو صعصعة، وهم أفخاذ من بطن.
فمن بني هلال بن عامر ميمونة بنت الحارث بن حزن زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأختارها لأبيها وأمِّها لبابة الكبرى وهي أمُّ الفضل زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى: أمُّ خالد بن الوليد، وزينب بنت خزيمة: أمُّ المساكين زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شدّاد، ويكنى أبا بشر: نزل البصرة، وروي عنه أبو عثمان النَّهديُّ وكنانة بن نعيم العَدويُّ وأبو قلابة وابنه قطن بن قبيصة. روي كنانة بن نعيم عن قبيصة بن مخارق قال: تحمَّلتُ بحمالة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نُؤدِّيَهاً عنك بِخرجها إذ جاءَ نعَمُ