ومحمد بن المنكدر وأبي الزِّناد وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاريِّ وعبد الرحمن بن القاسم ويزيد بن حصيفة وسهيل بن أبي صالح وعبد الملك بن أبجر وعبد الملك بن عمير وإبراهيم بن ميسرة وزياد بن علاقة ومسعر بن كدام ومنصور بن المعتمر والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ومُطرِّف بن طريف الحارثيِّ وغيرهم. وكان سفيان كثيرا ما يقول بمكة على أجياد وغيره في آخر عمره لما ذهب الأشياخ من أهل الحديث والفقه، وبقي:
ذهب الرجالُ فسُدْتْ غير مُسوَّدِ ... ومن الشَّقاءِ تفرُّدي بالسُّؤددِ
سمع ذلك منه عليٌّ بن خشرم وبشر بن الحرث الحافي. وكان سفيان يقول: اسلكوا سبيل الحقِّ، ولا تستوحشوا من قلَّة أهله. وروي عنه أنه قال: إن أفضل الناس منزلة عند الله يوم القيامة من كان بين الله وبين خلقه، وهم الأنبياء والعلماء وأئمة العدل. وقال سفيان: كيف يختار من لا يدري كيف الخيارُ له؟ جاء في الحديث: لو وزن عقل آدم بعقول ولده لرجح بعقولهم. وكان في اختياره من الضَّعف ما تعلمون.
وقال سفيان للفضيل بن عياض: يا أبا عليّ، لقد اشتد تعجُّبي. قال فضيل مِمَّاذا؟ من جرأة الملائكة وردِّهم على ربِّهم حين يقول:) إني جاعل في الأرض خليفز. قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها (. فقال له الفضيل: وما تعجبك من ذلك؟ هو أنطقهم. وعاد سفيان ابنا لأبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء. فلهي عن سؤال العليل، وأقبل على أبيه. فقال: كيف تجدك من علَّته؟.
وولد سفيان سنة سبع ومئة، ومات يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخرة، سنة ثمان وتسعين ومئة بمكة، شرَّفها الله.
ومن بني نمير بن عامر شريك بن حباشة الذي دخل الجنة في حياته في أيام عمر بن الخطاب، وهو صاحب الورقتين.