للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشارق الأرض ومغاربها، إلا رجلا كان في حرم الله، فمنعه حرمُ الله ". قالوا: يا رسول الله، ومن هو؟ قال: " أبو رغال ". قالوا: ومن أبو رغال؟ قال: " هو أبو ثقيف ".

ومن حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف مرَّ بقبر أبي رغال فقال: " هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف. كان إذ أهلك الله قوم صالح في الحرم فمنعه الله، فلما خرج من الحرم رماه الله بقارعة، وآية ذلك أنه دُفن معه عمودٌ من ذهب ". فايتذر المسلمون قبره فنبشوه، واستخرجوا العمود منه. وقال حسان بن ثابت في ثقيف:

إذا الثقفيُّ فاخرَكمْ فقولوا: ... هَلمَّ نعدُّ أمرَ أبي رِغالِ

أبوكمْ أخبثُ الأحياءِ قِدْماً ... وأنتم مُشْبِهوهُ على مثالِ

ومن زعم أن ثقيفا من إياد زَعم أنهم خلفاء قيس. وإنما صار حلفُ ثقيف إلى قيس، لأن أم قسيِّ بن مُنبِّه هي ابنةُ عامر بن الظَّرب العَدْواني. فكانت قيس أخوالهم، فحالفوهم، لأن دارهم مع دارهم. وكانت ثقيف قد نزلت دارا لم ينزل أحد من العرب أفضل منها، وحَمَوها في الجاهلية ممن رامها من جميع العرب. وممن قال إن ثقيفا حُلفاء قيس ابن إسحاق وغيره. والذي عليه أكثر جماعة أهل العلم بالنسب أن ثقيفا في قيس، وأن ثقيفا هو قَسيُّ بن مُنبِّه بن بكر بن هَوازن.

فمن ثقيف عُروةُ بن مسعود بن مُعتٍّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عَوف بن ثقيف، أبو مسعود، وقيل: أبو يعفور. أسلم حين انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصار الطائف. أدركه قبل أن يصل إلى المدينة، وحسُن إسلامه. وكان محببَّا مُطاعا في ثقيف، وقتلوه حين دعاهمْ إلى الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>