للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإمَّا للنَّبيتِ أبي قَسِيٍّ ... لمنصور بن يَقدُمَ الأقْدَمِينا

وقال أيضا:

قَومي إيادٌ لو أَنَّهمْ أَمَمُ ... أَوْلَوْ أَقاموا فتُهْزَل النَّعمُ

قومٌ لهمْ ساحةُ العراقِ إذا ... ساروا جميعاً والقطُّ والقلم

وأنشد الحجاج هذين البيتين بين يدي عبد الملك بن مروان، فقال الحجاج: معاذ الله يا أمير المؤمنين نحن من قيس، ثابتة أصولنا، باسقة فروعنا، يعرف ذلك قومنا. وقد قال شاعرنا:

وإنَّا معشرٌ من جِذْم قيسٍ ... فنِسْبتُنا ونسبتُهم سَواءُ

همُ آباؤنا وبنوا علينا ... كما بُنيتْ على الأرضِ السماءُ

وقيل: إن ثقيفا من بقايا ثمود. وكان الحجاج يُنكر هذا ويتلو: " وثمودا فما أبقى ". وأصحُّ شيء في ثقيف من جهة الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قاله فهو الحقُّ، وما حدَّث يحيى بن مَعِين قال: نا هشام بن يوسف ابن مَعْمر عن ابن خُثَيم، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في غزوة تبوك وهو بالحجر فقال: " يأيها الناسُ لا تسألوا الآيات، فقد سألها قوم صالح، فكانت ترد الناقةُ عليهم من هذا الفج، فتشْرب من مائهم، ويحلبُون من لبنها مثل الذي كانت تشربه من مائهم يوم ورودها، وتصدُر من هذا الفجِّ. فعَتَوا عن أمر ربِّهم، فعقرها. فوعدهم الله ثلاثة أيام، وكان وعدا غير مكذوب. فأخذتْهم الصيحة، فأهلك الله من تحت السماء في

<<  <  ج: ص:  >  >>