وبنتُها الشَّيماء: أخت النبي عليه السلام من الرضاعة. واسمها خذامةُ، وقيل: حُذامة. كانت في سبي هوازن، فجعل المسلمون يسيرون بها سيرا عنيفا. فكانت تقول: ارفقوا بي، فإني أخت صاحبكم. فلما رأت النبيَّصلى الله عليه وسلم أخبرته من هي. فسألها:" ما علامة ذلك؟ " قالت: عضَّة عضضتَنيِها في ظهري، وأنا مُتَورِّكتُك. فعرف النبي العلامة. فرحَّب بها، وبسط لها رداءه، وأجلسها عليه، كما فعل بحليمة أمِّها. ودمعت عيناه. وقال لها:" إن أحببتِ فأقيمي عندي مُكْرمة مُحَبَّة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتُك ". فقالت: بل أرجع إلى قومي. فأسلمت، وأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعبُد وجارية، وأعطاها نَعَما وشاء.
ومن سعد بن بكر بن هوازن عَطيةُ بن عُروة السَّعدي: يُكنى أبا محمد. وقيل: عطيةُ بن عامر، والأول أكثر. روى عنه أهل اليمن والشام، وهو جدُّ عروة ابن محمد بن عطية. حدَّث محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: نا بشر بن بكر الحنبلي الدمشقي؛ نا عبد الرحمن بن حاتم عن عروة بن محمد بن عطية قال: حدثني أبي أن أباه أخبره قال: قدمت...... " قال رسول الله.... "" فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ". وذكر أن عروة بن عطية كان أميرا لمروان بن محمد، وهو الذي قتل أبا حمزة الخارجيَّ، وقتل طالب الحق الأعور القائم باليمن.
ومن بني بكر بن هوازن أبو وجْزةَ يزيدُ بن عُبيد السعدي: وكان شاعرا مُجيدا، كثير العلم فيمن حمل الحديث مثله في الشعر. وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين ومئة.
قَسِيُّ بن مُنبِّه بن بكر بن هوازن. وقسي هو ثقيف. وقيل: إن ثقيفا هو قسيُّ بن النَّبيت بن منبِّه بن منصور بن يَقدُم بن أقصى بن دَعْميِّ بن إياد بن معدِّ بن عدنان. قال أمية بن أبي الصَّلت الثقفي:
فإمَّا تسألي عني لبَيْني ... وعن نسبي أُخبِّرْكِ اليقينا