للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة. ويكنى أبا عبد الله، ومات بالكوفة وهو أميرها سنة خمسين. وقال حين حضرته الوفاة: اللهمَّ هذه يميني بايعت بها نبيَّك، وجاهدت بها في سبيلك.

وولده عُروةُ بن المغيرة: يكنى أبا يَعْفور، وكان خيِّرأ. وروى عن أبيه المغيرة حديث المسح على الخُفَّين، وهو حديث صحيح مشهور.

ومنهم أبو عُبيدِ بن مسعود بن عَمرو بن عُمير: وهو ابن عمِّ أبي مِحْجن لحّا، لا تَعلمُ له رواية عن النبي عليه السلام. قُتل في أول خلافة عمر هو وابنه جَبْر بن عُبيد يوم الجِسر، وهو صاحب يوم الجسر المعروف بجسر أبي عُبيد. وهو والدُ صفية بنت أبي عبيد والمختار بن أبي عبيد. واستُشهد أبو عبيد يوم الجسر في آخر شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة. واستُشهد معه يومئذ من المسلمين ألف وثمانمئة بين قتيل وغريق، رحمهم الله. وقد قيل إن الفيل بَرك يومئذ على أبي عُبيد فقتله بعد نكاية كانت منه في المشركين. وقيل إن أبا عبيد ضرب مِشفَرَ الفيل، وضرب أبو مِحْجن عُرقوبه. وأوصى أبو عُبيد إلى عمر بن الخطاب، ورثاه أبو مِحْجن.

ووُلد ابنه المختار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان غير مختار. وولاَّه عبد الله بن الزبير الكوفة، فخلع ابن الزبير، ودعا لمحمد بن الحنفية. وكان المختار لا يُوقف له مَذْهب؛ كان خارجيا، ثم صار زُبيريا، ثم صار رافضيا في ظاهره وإليه تُنسب الكَيْسانية من الرافضة، وهم أصحابه. وكان لقبُ المختار كَيسان. وكان يدَّعى أنه يُلهم ضربا من السجع لأمور تكون، ثم يحتال فيوقعها. فيقول للناس: هذا من عند الله. فمن ذلك قوله ذات يوم: لتنزلَنَّ من السماء نارٌ دَهماء، فلتحرقنَّ دارَ أسماء. فذُكر ذلك لأسماء بن خارجة، فقالت: أقد سَجع لي أبو إسحاق؟ هو والله مُحرِقُ داري، فتركته والدارَ وهرب من الكوفة.

ومن سجعه: إني أجدُ في محكم الكتاب وفي اليقين والصواب أن الله مؤيِّدُكم بملائكة غضاب تأتي في صُورَ الحمام دمن السحاب. وقصةُ مكيدته بهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>