للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمام مشهورة ذكرها المبرِّ في " الكامل ".

وحصر مصعب بن الزبير المختار في قصره بالكوفة، ثم قُتل، قتلهُ صرَّاف بن يزيد الحنفيُّ. وكانت بنت سمرة بن جُندب عند المختار، وله منها ابنان: إسحاق ومحمد، وله من غيرها بنون، وأعقب بالكوفة كثيرا. وكانت أيضا تحته بنت النعمان بن بشير، وهي التي قتلها المصعب، لأنها لم تتبرَّأ من المختار، كما تبرّأت بنت سمُرةَ منه. وفي ذلك يقول عمر بن أبي ربيعة:

إنَّ من أكبر الكبائر عندي ... قتلَ حسناء غادةٍ عُطبولِ

قُتلتْ باطلاً على غيرِ ذنبٍ ... إنَّ للهِ درَّها من قَتيلِ

كُتب القتلُ والقتالُ علينا ... وعلى الغانياتِ جَرُّ الذيولِ

ومنهم أبو بَصير عُتبةُ بن أسِيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة ابن عبد الله بن غيرة بن عَوف بن قَسِي: وهو ثقيف، حليفُ بني زهرة من قريش بعد صلح الحديبية بمكة. وقدِم المدينة، فأرسلت قريش في طلبه رجلين: أحدهما من بني عامر بن لؤي. والآخر: مَولى لهم. فدفعه النبيُّ عليه السلام إلى الرجلين للعهد الذي كان في عقد الصلح. فخرجا حتى بلغا به " ذا الحُليفة ". فقَتل أبو بَصير العامريَّ بها، وهرب المولى حتى قدِم المدينة. فقال النبي عليه السلام حين رأى المولى: " لقد عاد هذا ذُعراً ". وانتهى أبو بصير إلى النبي عليه السلام، فقال: يا رسول الله، قد والله وفت ذمَّتك فرددتَني إليهم، وأنجاني الله منهم. فقال النبي عليه السلام: " ويلُ أُمهِ مِسعَرُ حربٍ، لو كان له أحد ". وفي رواية: " لو كان معه رجال ". فلما سمع ذلك علم أنه سيردُّ إلى قريش، فخرج حتى أتى سِيفَ البحر بالعِيص. وأفلت أبو جندل بن سُهيل بن عمرو من

<<  <  ج: ص:  >  >>