حبس أبيه بمكة، فلحق به. وخبرُهما بالعيص مشهور قد ذكرتُه قبلُ عند ذكر سُهيل والِد أبي جند في بني عامر بن لؤي من قريش.
ومات أبو بصير بالعيص، وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث إليه وإلى أبي جندل ليقدما عليه ومَن معهما من المسلمين بيده " فقرأه أبو جندل وأبو بصير مريض، فمات، فدفنه " أبو بصير مكانه، وصلى عليه، وبنى على قبره مسجداً.
ومنهم غَيلان بن سَلمة أبو شُرحبيلَ الثقفيُّ: أسلم مع أهل الطائف، وكان عنده عشرُ نسوةٍ،. فأَمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخيَّر منهن أربعاً. وهو غيلانُ بن سَلمة بن مُعتِّب، ابنُ عمِّ عروةَ بن مسعودٍ بن مُعتِّب. وكان أحدَ وجوهِ ثقيفٍ ومقدَّميهم. وفد على كسرى، وخبرُه معه عجيب مشهور. وكان شاعراً مُسناً.
وابنتُه باديةُ بنت غَيلانَ: هي التي نعتَها الحنَّث " هِيتٌ " لمولاهُ عبد الله بن أبي أميَّةَ في بيت أمِّ سَلمةَ أختِه زوج النبي عليه السلام. فقال: إنْ فتح الله عليكم الطائف غداً فإني أدلُّك على بنتِ غيلانَ، فإنها تُقْبِل بأربعٍ، وتُدبرُ بثمان. فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:" لا يدخل هؤلاء عليكنَّ ". وتوفي غَيلانُ في آخر خلافة عمر. وأمُّه سُبيعةُ بنت عبد شمس.
وابنه شُرحبيل بن غيلان: أحدُ وفِد ثقيف، وكان من وجوههم، وله صحبة، ولأبيه غيلانَ أيضاً صحبة. وزاد له القاضي..أبو الوليد الباجي، رحمه اله، ابناً على طريق الغَلط، وذلك أنه قال في كتاب " السَّنن والسُّنن " له، قال: المعذَّلُ بن غَيلانَ بن سَلمة الثقفي وأنشد له:
ولستُ بميَّال إلى جانب الغِنى ... إذا كانتِ العَلياءُ في جانب الفَقْرِ