حذيفة أحد من أعان عليه، وحرَّض أهل مصر حتى ساروا إليه، وهو معهم. فلما قُتل عثمان هرب محمدٌ إلى الشام، فوجده رشدين مولي معاوية فقتله.
وأبو أبي حذيفة عتبة بن ربيعة، وأخوه الوليد بن عتبة، وعمُّه شيبةُ بن ربيعة من أصحاب قليب بدر. وأخت أبي حذيفة هندُ بنتُ عُتبة: أمُّ معاوية، أسلمت يوم الفتح، بعدما أسلم زوجُها ابو سفيان بنُ حربٍ، فأقرَّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحها.
ولما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح البيعة عل النساء، ومن الشرط فيها) ألاّ يسرِقْنَ، ولا يزنين (، قالت له هند بنتُ عتبة:" وهل تزني الحرةُ أو تسرقُ يا رسول الله؟ ". فلّما قال:) ولا يقتلن أولادهنَّ (قالت: " قد ربَّيناهم صغاراً، وقتلتهم أنت ببدر كباراً "، أو نحو هذا من القول. وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ زوجها أبا سُفيان لا يُعطيها من الطعام ما يكفيها وولدَها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خُذي من ماله بالمعروف ما يكفيكِ أنتِ وولدُكِ ".
وتوفيتْ هندُ بنتُ عتبة في خلافة عمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قُحافة والدُ أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه. وكانت امرأةً فيها ذُكرة، لها نفسٌ وأنفةٌ. شهدت أحداً كافرةً مع زوجها أبي سُفيان.
وكانت تقول يوم أحد:
نحن بناتُ طارقْ ... نمشي على النمارقْ
إنْ تُقبلوا نُعانقْ ... أو تُدبروا نفارقْ
فِراقَ غيرِ وامِقْ
قال الزُّبيرُ: سمعتُ يحيى بن عبد الله الهُديريَّ، وقد ذُكر قول هندٍ:" نحن بناتُ طارق "، فقال: أرادت: نحن بناتُ النَّجم، من قوله عزَّ وجلَّ:) والسِّماء