للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطارق، وما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب (. تقول: نحن بنات النجم.

وبَقرت عن كبدِ حمزة يومَ أحدٍ، فلا كتها، فلم تستطع أن تُسيغها فلفظتْها وقالت:

شَفَيتُ من حمزةَ نفسي بأُحُدْ

حينَ بَقَرتُ بطنَهُ عنِ الكَبِدْ

أَذهبَ عنّي ذاكُ ما كنتُ أجِدْ

مِن لَذْعةِ الحُزْنِ الشَّديدِ المتَّقِدْ

وجَعلت، في ذلك اليوم هي والنِّسوةُ التي معها يُمثِّلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَجد عن الآذان والأنف حتى اتَّخذت من آذان الرجال وأُنُفهم خدماً وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقِرطها وحشياً غلام جبير بن مُطعمٍ.

وأخوهما أبو هاشم بنُ عُتبة: من مُسلمة الفتح. واسمه شيبةُ على اختلاف في اسمه. وكان فاضلاً. وكان أبو هريرة إذا ذكر ابا هاشم قال: " ذلك الرجلُ الصالحُ ". سكن الشام، وتوفي بها. وروى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. حدَّث أبو بكر بنُ أبي شيبة قال: نا أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، قال: دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعودُهُ فبكى. فقال له معاوية: ما يُبكيك يا خال؟ أوجعٌ تجده أم حرصٌ على الدنيا؟ قال: كلٌّ لا، ولكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عهد إلينا فقال: " يا أبا هاشمٍ، إنَّها لعلَّك تُدركُك أموالٌ يُؤتاها أقوامٌ، فإنما يكفيك من الدنيا خادِمٌ ومركبٌ في سبيل الله "، وأُراني قد جَمعْتُ.

وانقرض عقِبُ عتبة بن ربيعة إلا ولد المغيرة بن عِمران بن عاصم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>