إذا أنت لم ترحلْ بزادٍ من التُّقى ... ولاقَيت بعد الموتِ من قد تزوَّدا
ندمت على ألاَّ تكون كمثلهِ ... فتُرصِدَ للموت الذي كان أرصَدا
وكان أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه القصيدة ليُسْلَم. فلما كان قريباً من مَكة اعترضَه بعض المشركين من قريش مُستفهماً عن مَقصَدِه، فأخبره عنه. فقال له: يا أبا بصير، إنه يُحرِّم الزنا والخمر. فقال: أما الزنا فأمرٌ لا أرَبَ لي فيه. وأما الخمرُ فأذهبُ فأتروَّى منها عامي هذا، ثم أعودُ من قابلٍ. فرجع فمات في عامه ذلك، ولم يعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن بني تَيم اللات بن ثعلبة عُبيدُ الله زياد بن ظبيان: وهو أحد ملوك فُتاك العرب. وهو قاتلُ مصب بن الزبير. وقال له مالكُ بن مِسْمع في كلامٍ جرى بينه وبينه: أكثرَ اللهُ في العشيرةِ مثلكَ. فقال: لقد سألت ربَّك شَططاً.
ومن بني اللات بن ثعلبةَ على ما قال يعقوب بن إسحاق بن السكِّيت ذات النِّحْيين: واسمها خولةُ، وبها كانت تُضرب المثلَ العربُ: فتقول: أشغلُ من ذات النحيين. وهي صاحبةُ خَوَّأت بن جُبير الأنصاري الأوسي أخبي عبد الله بن جُبير أمير الرماة في أحد، واستُشهد يومئذٍ، وخَوَّاتُ القائلُ في شأنه معها من أبياتٍ:
فشدَّت على النِّحيين كفَّي شحيحةٍ ... على سَمينِها والفتكُ من فَعَلاتي