حدثنا عليُّ بن حسنويه القطان قال: نا محمد بن إسحاق الصاغانيُّ قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاَّمٍ يقول: القرآن مخلوق فقد افترى على الله، وقال على عزَّ وجل ما لم تقله اليهود ولا النصارى.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: نا أبو دؤاد السَّجستاني قال: سمعت إسحاق بن راهويه وهنَّاد بن السَّرِّ وعبد الأعلى بن حماد وعبيد الله بن عمر وحكيم بن سيف الرِّقِّيَّ وأيُّوب بن محمد وسَوَّار بن عبد الله والربيع بن سليمان صاحب الشافعيِّ وعبد الوهَّاب بن عبد الحكم ومحمد بن الصبَّاح وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن بكار بن الريَّان وأحمد بن حوَّاس الحنفيَّ ووهب بن بقيَّة ومن لا أحصينهم من علمائنا. كلُّ هؤلاء سمعتهم يقولون: القرآن كلامُ الله ليس بمخلوق. وبعضهم قال: غيرُ مخلوق.
وقال أبو دؤاد: ورأيت أحمد بن حنبل يلَّم عليه رجلٌ من أهل بغداد ممَّن وقف، فيما بلغني، فقال له: أغرب لا أراك تجيء إلى بابي، في كلام غليظ، ولم يردَّ عليه السلام. وقال له: ما أحْوجَك إلى أن يُصْنع بك ما صُنع بصبيغ. ودخل بيته وردَّ الباب.
وحدَّثنا ابن مخلد قال: نا أبو داوُد قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: من قال: لا أقول: القرآن غير مخلوق فهو جهميٌّز وقال أبو داود: وسمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: هؤلاء الذين يقولون: القرآن كلام الله، ويسكتون شرُّ من هؤلاء. يعني ممَّن قال القرآن مخلوق. قال أبو داود: وسألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلامُ الله، ولا يقول: غير مخلوق. فقال: هذا شاك والشاكُّ كافر.
وقال ابن أبي بزَّة: من قال: القرآن مخلوق أو وقف، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو شيء من هذا فهو على غير دين الله ودين رسوله حتى يموت.
ابن أبي بَزَّة هدا: هو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بَزَّة يَسار القارئ المكِّيُّ المؤذِّنُ، مولى بني مخزوم. روى القراءة هو وقُنبُل عن أبن كثير بإسنادٍ، وقد تقدَّم ذكره مُستوعباً في أول صفحٍ من هذا الكتاب.