للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره:

قُضاعةُ العُنصر من لا لَها ... أبٌ به تُعرفُ إلا مَعَدْ

وقال لبيد:

فلا تَسألينا واسألي عن بلائنا ... إياداً وكلباً من معدٍّ ووائلا

ولا خلاف أنَّ كلباً في قضاعة. وقال عبد الملك بن حبيب السُلميُّ الأندلسيُّ: سمعتُ محمد بن سلام البصريَّ النسَّابة يقول: العرب ثلاث جراثيم: نزارٌ واليمنُ وقضاعةُ. قلت: فنزارٌ أكثر أم اليمن؟ فقال: ما شاءت قضاعة، إن تمعددت فنزار أكثر. وإن تيمَّنت فاليمن أكثر. قلت: فما هم عندك؟ قال: معدٍّية لاشك فيها.

وقال ابن إسحاق: قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان، وكذلك قالت اليمن وقضاعة. وقال ابن الكلبيِّ: قضاعة بن مالك بن عمرو بن مُرَّة بن زيد بن مالك بن حمير، ثم خلف عليها بعد مالك مَعد. فولدت له قضاعة على فراش مالك. وقد كانت العرب تنسُبُ الرجل إلى زوج أمِّه؛ ألا ترى أنها قالت في بني كنانة: بنو علي، وذلك أن أمَّ كنانة كانت تحت عليِّ بن مسعود الأزديِّ. فنسبتُهم العرب إلى علي. وذلك موجود في أشعارها. والذين نُسبوا إلى حواصِّهم من القبائل كثير.

وقال محمد بن حبيب: وإنما فسد نسب قضاعة في الحرب التي كانت بالشام أيام حميد بن حُريث الكلبيِّ وعمير بن الحُباب السُّلميِّ، وذلك أن خالد بن يزيد بن معاوية قال لأخواله من كلب، وكان مطاعاً فيهم، وهم سادةُ قضاعة: أطيعوني وخالفوا اليمن وانتسبوا إليها. فإنكم تُذلون بذلك بني مروان، ومن انحطَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>