للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أهوائهم من قيس وغيرها. فأطاعه بعضهم، وعصاه آخرون. فكان بعضهم يقول: حالفنا اليمن، وبعضهم يقول: بل نحن منهم. وكان أول من انتسب من قضاعة إلى مالك بن حمير الأفلح بن يعقوب حيث يقول:

يأيُّها الدّاعي ادْعُنا وأَبش ... وكن قضاعياً ولا تَنزَّر

نحن بنو الشيخ الهجان الزهر ... قضاعة بن مالك بن حمير

النسب المعروف غير المنكر

وللأعشى بن ثعلبة، وقيل: إنها لبعض الكلبين، يعاتب قضاعة في تحوُّلهم إلى اليمن:

أَزَنَّيْتُمْ عجوزَكُمُ وكانتْ ... عجوزاً لا يثشقُّ لها غُبارُ

عجوزٌ لو دَنا منها يمان ... للاقى مثل ما لاقى يسارُ

قال المؤلف، وفَّقه الله: هو يسار الكواعب: وكان من حديثه ذكر أبو عبيد وغيره أنه كان عبداً لبعض العرب، ولمولاه بنات. فجعل يتعرَّض لهنَّ، ويريدهنَّ على أنفسهنَّ فقلن له: يا يسارُ، اشرب من ألبان هذه العشار، وكُل من لحم الحُوار، ولا تتعرض لبنات الأحرار. فلما أكثر عليهن واعدنه ليلاً، فاتاهن وقد أعددن له موسى. فلما خلا بهنَّ قبضن عليه، فجببن مذاكيره. فصار مثلاً لكلِّ من جنى على نفسه، وتعدَّى طوره. وفيه يقول الفرزدق لجرير:

فهل أنتَ إن ماتت أتانُك راكبٌ ... إلى آل بسطام بن قيس بخاطب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>