تُنقَلُ من صالبٍ إلى رَحمٍ ... إذا مضى عالمٌ بدا طَبقُ
حتى احُتَوى بيتُكَ المُهَيمِنُ مِن ... خِندِفَ علياء تَحتَها النُّطُقُ
فنحنُ في ذلك الضياء وفي الن ... ور وسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
وقال ابن شهاب: كان أصحاب النبيِّ عليه السلام يعرفون للعباس فضله، ويقدِّمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه. وقال غيره: كان العباس جميلا أبيضا بضَّا ذا ضفيرتين معتدل القامة. وقيل: بل كان طُوالا. وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: أردنا أن نكسو العباس حين أُسر يوم بدر فما أصبنا قميصا يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أُبي. وذُكر في صحيح التاريخ أن العباس كان جوادا مطعما. وهو من المطعمين يوم بدر. وكان وصولا للرحم، ذا رأي حسن ودعوة مرجوَّة.
واستسقى به عمر زمن الرَّمادة وذلك سنة سبع عشرة. وكان كعب الأحبار قال له: يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل كانوا إذا قُحطوا استسقوا بعصبة الأنبياء. قال: فخرج عمر وخرج معه العباس وقال: اللهم إنا نتقرب إليك بعمِّ نبيِّك. ونستشفع به. فاحفظ فيه نبيَّك، كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما، وأتيناك مستغفرين ومستشفعين. ثم أقبل على الناس فقال: استغفروا ربَّكم إنه كان غفَّارا، يُرسل السَّماء عليكم مِدرارا. ثم قام العباس وعيناه تنضحان، فطال