وأما عون بن جعفر: فقُتل بتُسْتر أيضا، قال هذا ابن قتيبة. قال مسلم: أبو جعفر عبد الله بن المِسوَر بن عون بن جعفر بن أبي طالب روى عنه عمرو بن مُروة. وقال الموصليُّ الحافظ: عبد الله بن المُسوّر بن أبي طالب الهاشميُّ أبو جعفر متروك ذاهب الحديث، جريء على ما لا يحلُّ له من المحظور. وقال عنه وهبةُ بن مصْقلة العبديُّ إنه كان يضع أحاديث كلام ليست من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والعقب من ولد عبد الله بن جعفر لعليٍّ ومعاوية وإسحاق وإسماعيل. وكان معاوية من ولد عبد الله بن جعفر ضدَّ أبيه ... ومن ولده عبد الله بن معاوية: وهو أشهر ولده، وطلب الخلافة فظفر بأصبهان وبعض فارس فقتله أبو مسلم. وكان شاعرا مطبوعا مُجيدا. وهو القائل يعاتب بعض إخوانه المداهنين في الودِّ:
رأيتُ فُضيلاً كان شيئا مُلفَّفاً ... فكشَّفه التَّمحيصُ حتى بَدا لِيَا
أأنتَ أخي ما لَم تكُن لِيَ حاجةٌ ... فإن عرضتْ أيقنتُ أنْ لا أخا لِيا
فلا زادَ مض بَيني وبينك بعد ما ... بَلوتك في الحاجاتِ ألا تَمادِيا
فلستُ براءٍ عيبَ ذي الودِّ كلِّهِ ... ولا بعضَ ما فيه إذا كنتُ راضِيا