للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النبي عليه السلام في أبي سفيان هذا: " أرجو أن يكون خلفا من حمزة ". وقال فيه أيضا: " أبو سفيان سيد فتيان أهل الجنة ". ويقال: إنه لما أسلم ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه حتى مات. وكان أبو سفيان من الشعراء المطبوعين. وأنشد النبيَّ صلى الله عليه وسلم قوله في إسلامه واعتذاره ممَّا سلف منه:

لعَمرُك إني يومَ أحملُ رايةً ... لتغلبَ خَيلُ اللاتِ خيلَ محمدِ

لَكا لمُدْلجِ الحَيْرانِ أظلم ليلُهُ ... فهذا أواني حين أُهدَى فأهتدي

هَدانيَ هادٍ غيرُ نفسي ودلَّني ... على الله مَن طرَّدْتُه كلَّ مُطْرَدِ

أصُدُّ وأَنْأَى جاهداً عن محمدٍ ... وأُدْعَى وإن لم أنتَسِبْ مِن محمدِ

قال ابن إسحاق: لما أنشد أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن طرَّدتَهُ كلَّ مُطردِ " ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: " أأنتَ طرَّدتَني كل مطردِ؟ ". وأبو سفيان بن الحارث القائل أيضا:

لقد علمتْ قريشٌ غيرَ فخرِ ... بأنَّا نحنُ أجودهُمْ حِصانا

وأكثرهُمْ دروعاً سابغاتٍ ... وأمضاهُمْ إذا طَعنوا سِنانا

وأدفعُهم لدى الضَّرَّاء عنهمْ ... وأبْينُهم إذا نطقوا لسانا

وكانت وفاته سنة عشرين بالمدينة، ودفن بالبقيع، ولم يبق له عقب. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>