هذا ابن قتيبة. وقال غيره مثل قوله في الوفاة، إلا أنه قال: ودُفن في دار عقيل بن أبي طالب، وصلى عليه عمر بن الخطاب. ولما حضرته الوفاة قال لأهله: لا تبكوا عليَّ، فإني لم أتنظَّف بخطيئة منذ أسلمتُ.
وأما نوفل بن الحارث: فكان أسنَّ من أسلم من بني هاشم. كان أسنَّ من حمزة والعباس ومن جميع إخوته. وأُسر يوم بدر ففداه العباس، وأسلم وهاجر أيام الخندق. وتوفي بالمدينة في داره سنة خمس عشرة، وصلى عليه عمر رضي الله عنه، بعد أن مشى معه إلى البقيع، ووقف على قبره حتى دُفن، رحمه الله، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس بن عبد المطلب، وكانا شريكين في الجاهلية، متفاوضين في المال، متحابِّين. وأعان نوفل يوم حنين رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة آلاف رمح. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كأني أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين ". وكان لنوفل عقِب كثير منهم: المغيرة بن نوفل: وكان قاضيا بالمدينة في خلافة عثمان، ولم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ستَّ سنين، وشهد مع علي عليه السلام صِفِّين.
ومن ولد المغيرة يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل المدنيُّ. وكان متروك الحديث.
ومن ولد نوفل عبد الله بن الحارث بن نوفل: وهو الملقب بَبَّه. وولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحنّكه ودعا له. وهو الذي اصطلح عليه أهل البصرة عند موت يزيد بن معاوية، فبايعوه، حتى يتفق الناس على إمام. وروى عن عمر وعلي وعثمان والعباس وأمِّ هانئ. وتوفي أبوه الحارث في البصرة في آخر خلافة عثمان. وأسلم حين أسلم أبوه نوفل. وكان الحارث رجلا حين أسلم أبوه نوفل. ولُقِّب عبد الله بِبَبَّه لأنَّ أمَّه كانت تُرقصه صغيرا وتقول: