وقال عمرو بن العاصي: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال " عائشة ". قلت: فمن الرجال؟ قال " أبوها ". رواه أبو عثمان النَّهديُّ عن عمرو بن العاصي. وقال عليه السلام:" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "، رواه أبو موسى الأشعريُّ وأنس. وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هذا جبريل يقرأ عليكِ السلام ". قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا أرى! تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة. وقال عروة بن الزبير: ما رأيت أحد أعلم بفقه ولا بطبٍّ ولا بشعر من عائشة. وقال الزهريُّ: لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. ونزل صدر سورة النور ببراءتها حين قالوا فيها أهل الإفك ما قالوا، فإنه يُتلى إلى يوم القيامة لكرامتها على الله. وفيها يقول حسان بن ثابت:
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ برِيبةٍ ... وتصبح غَرثى من لحوم الغَوافِل
عَقيلةُ أصلٍ من لؤيِّ بن غالبٍ ... كرامِ المساعي مجدُهم غيرُ زائلِ
مُهذَّبةٌ قد طيَّب اللهُ خِيمَها ... وطهَّرها من كلِّ بَغْيٍ وباطلِ
وفضائلها رضي الله عنها أكثر من أن تُحصى. وتوفيت سنة ثمان وخمسين للهجرة في آخر خلافة معاوية، وقد قاربت السبعين، وذلك ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان. وأمرت أن تُدفن ليلا، فدُفنت بعد الوتر بالبقيع. وصلى