عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن أبي بكر. ذكر ذلك صالح بن الوجيه وجماعة من أهل السِّير.
ومن موالي عائشة مَرجانة: وهي أمُّ علقمة بن أبي علقمة أحد شيوخ مالك. واسم أبيه أبي علقمة بلال، وهو مولى عائشة أيضا. وقيل: هو مولى مصعب بن عبد الرحمن.
ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب: وأمُّها زينب بنت مظعون أخت عثمان وعبيد الله وقُدامة والسائب بني مظعون الجمحي. وكانت حفصة من المهاجرات، وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خُنَيس بن حُذافة السِّهمي. فلما تأيَّمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه، فلم يُرجع إليه أبو بكر كلمة. فغضب من ذلك عمر، فعرضها على عثمان حين ماتت رُقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه عثمان، وأخبره بعرضه حفصة عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة ". ثم خطبها إلى عمر، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب فقال: لا تجِدنَّ عليَّ في نفسك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة، فلم أكن لأُفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لتوَّجتها.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة ثلاث. وطلَّقها رسول الله تطليقة لأنها أفشت سرَّه، ثم ارتجعها. وذلك أن جبريل عليه السلام قال له: راجع حفصة، فإنها صوَّامة قوَّامة، وأنها زوجتك في الجنة. وروى موسى بن علي ابن رباح عن أبيه، عن عقبة بن عامر قال: طلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر، فحثا على رأسه التراب وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا. فنزل جبريل من الغد على النبي عليه السلام وقال: إنَّ الله يأمرك أن تُرتجع حفصة بنت عمر رحمة لعمر. وقال عبد الله بن عباس: سألت عمر بن الخطاب، بعدما هِبتُهُ سنة، عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عائشة وحفصة.