صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فلقيه في الطريق بين السُّقيا والعَرْج، وهو يريد مكة، فتلقَّاه، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة. فسأل أخته أم سَلَمَة أن تشفع له عند رسول الله فشفَّعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه. وأسلم وحسُن إسلامه، وشهِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة مسلما وشهد حُنينا والطائف. ورُمي يوم الطائف بسهم فقتله يومئذ. وأم زهير والمهاجر وعبد الله بن أمية المزكورين عاتكة بنت عبد المطلب.
وأما عامر بن أبي أُمية فأسلم عام الفتح، ولا تُحفظ له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن أمِّ سَلَمَة وروى عنه سعيد بن المُسيَّب. وأما مسعود بن أمية فكان من أهل القليب ببدر. وقتله مبارزة يوم بدر عليُّ بن أبي طالب، فيما قال ابن هشام.
وأمُّ أمِّ سَلَمَة عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس. وكانت أمُّ سلمة، واسمها هند، تحت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزوميِّ، فولدت له سلمة وعمرو وأمَّ كلثوم وزينب.
واسم أبي سلمة عبد الله، وأمَّه برَّة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أخوه من الرَّضاع. وأبو سلمة ممّن هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، ومات من جرح أصابه يوم أُحد، اندمل، ثم انتقض عليه. وكان موته منه بالمدينة لثلاث مضين من جمادى الآخرة سنة أربع بعد أُحد بسبعة أشهر.
وخَلَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة بعده وكفل ابنيها وبناتها. قال عمر بن أبي سلمة: كنت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصَّحفة، فقال لي:" يا غُلام سَمِّ الله، وكُل بيمينك وكُل ممَّا يليك ". أخرج هذا الحديث مسلم بن أبي شيبة وابن أبي عمر، مسندا إلى عمر بن أبي سلمة.
وتوفي عمر بن أبي سلمة، ويُكنى أبا حفص سنة ثلاث وثمانين في خلافة