للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الملك بن مروان، وحفظ عن النبي عليه السلام وروى عنه التي قالت فيها أمُّ حبيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنّا قد تحدَّثنا أنك ناكح دُرَّة بنت أبي سلمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَعَلى أمِّ سلمة؟ لو أني لم أنكح أمَّ سلمة لم تحِلَّ لي، إن أباها أخي من الرضاعة ".

وولدت أمُّ سلمة زينب بنت أبي سلمة بأرض الحبشة، وقدِمَت بها. وكان اسمها برَّة، فسمَّاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينب، وحفظت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ويُروى أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم. وهو يغتسل، فنضح في وجهها. قالوا: فلم يزل ماء الشباب حتى كبرت وعجّزت. وكانت من أفقه من نساء زمانها. وبقين حتى شهدت وقعة الحرَّة، وقُتل لها فيها ابنان من عبد الله بن زمعة بن الأسود الأسدي. أحدهما يزيد، وذلك أنه أُتي به مُسرف أسيرا، فقال له: بايع على أنك خَوَل لأمير المؤمنين، يعني يزيد يحكم في دمِل ومالِك. فقال: أبايعك على الكتاب والسُّنة، وإني ابن عم أمير المؤمنين، يحكم في دمي وأهلي ومالي. وكان صديقا ليزيد وصفيّاً له. فلما قال ذلك قال مُسرف: اضربوا عنقه. فوثب مروان فضمَّه إليه لما كان يعرف بينه وبين يزيد. فقال مروان: نعم يبايع على من أحببت. فقال مسلم: والله لا أُقيلُهُ أبدا. وقال: إن تنحَّى عنه مروان، وإلا فاقتلوهما معا. فتركه مروان وضُربت رقبة يزيد بن عبد الله بن زمعة. وأما الآخر فجلس في بيته وكفَّ يده، فدُخل عليه فقُتل مظلوما.

وأما سلمة بن أبي سلمة فكان أسنَّ من أخيه عمر، وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان، ولا تُحفظ له رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الذي عقد للنبيِّ عليه السلام علة أمِّه أمِّ سلمة. فلما زوَّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أقبل على أصحابه فقال: " تَرُوني كافأته ".

<<  <  ج: ص:  >  >>