وتوفيت أمُّ سلمة سنة تسع وخمسين في شهر رمضان أو شوال. وقيل: أنها توفيت سنة ستين في أول خلافة معاوية ... وصلى عليها أبو هريرة ودُفنت بالبقيع، ودخل ابناها ابناها عُمر وسلمة وابن أخيها عبد الله بن عبد الله بن أبي أميَّة وعبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد. وهي آخر أجزاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم موتا.
ومن موالي أمِّ سلمة خَيرةُ أم الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يَسار مولى الأنصار. وكانت أمُّه ربما غابت فيبكي، فتُعطيه أمُّ سلمة ثديها تُعلِّله به إلى أن تجيء أمُّه. فدرَّ عليه ثديها فشربه. فيروون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك. ونشأ الحسن بِوادي القُرى. وروى الأصمعيّ عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان قال: ... عن قتادة أن أمَّ الحسن كانت مولاة أمِّ سلمة. وقال أبو اليقظان: يسار أبو الحسن البصري من سبي ميسان. وروى الأصمعيُّ عن أبيه قال: ما رأيت أعرض زندا من الحسن، وكان عرضه شبرا. وكان يُشَبَّه برؤية بن العجاج في فصاحة لهجته وعربيَّته. وكان مولده لسنتين بقيتا من خلافة عمر. وروي أن أمَّ سلمة أخرجته إلى عمر فقال: اللهمَّ فقِّهه في الدين وحبِّبه إلى الناس. وسئل أنس بن مالك عن مسألة فقال: سلوا مولانا الحسن، فإنه سمع وسمعنا، فحفظ ونسينا. ومات سنة عشر ومئة. ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشيء كان بينهما. وقيل ليونس بن عُبيد: أتعرف أحدا يعمل بعمل الحسن؟ فقال: والله ما أعرف أحدا يقول بقوله، فكيف يعمل عمله؟ ثم وصفه فقال: كان إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أسيرٌ أُمِرَ بضرب عنقه، وإذا ذُكرت النار فكأنها لم تُخلَق إلا له.
ثم زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبيرة بن مرة بن كبير بن غثم بن داودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. وأمها أميمة بنت عبدر المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بن حارثة الكلبيِّ. وكان زيد يقال له زيد بن محمد؛ تبنَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم والده حارثة إلى مكة في فدائه، فخيَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكث معه أو السير مع أبيه. فاختار المقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الله من كرامته بالإسلام. وكان حكيم