للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهادة. ثم قال له: تُبْ تُقْبَل شهادتك. فقال: إنما تَستَتيبُنى لتقبل شهادتي؟ قال أجل. قال: لا جرم لا أشهد بين اثنين أبدا ما بقيت في الدنيا. وكان مثل النَّصل من العبادة حتى مات. وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناهُ بأبي بكرة لأنه تعلَّق ببكرة من حصن الطائف. فنزل إليه صلى الله عليه وسلم. وكان أولاده أشرافا بالبصرة بالولايات والعلم. وتوفِّي بالبصرة سنة إحدى " وقيل: سنة اثنين " وخمسين، وأوصى أن يصلِّي عليه أبو برزة الأسلميُّ، فصلى عليه. قال الحسن البصريُّ: لم ينزل البصرة من الصحابة، ممن سكنها، أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة.

أبو الحمراء: مولى النبي عليه السلام. قيل: اسمه هلال بن الحارث. وقيل: هلال بن ظفر. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمرُّ ببيت فاطمة وعلي رضى الله عنهما فيقول: " السلام عليكم أهل البيت. إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّرَكم تطهيرا ".

سلمان الفارسيُّ: كان من قرية يقال لها " حي " من أصبهان، ويكنى أبا عبد الله. وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ يقول: أنا سلمان ابن الإسلام من بني آدم. وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان سلمان يطلب دين الله، ويتبع من يرجو ذلك عنده، فدان بالنَّصرانية وغيرها. وصبر في ذلك على مشقَّات نالته، وذلك كلُّه مذكورا في خبر إسلامه. وحديث ابن عباس عنه في إسلامه طويل، ذكره ابن إسحاق في السيرة عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاريِّ عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس. ولما أسلم قال المهاجرون: سلمان منَّا، وقالت الأنصار: سلمان منا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سلمان منا أهل البيت ". وأول مشاهده الخندق، ولم يفته بعد ذلك مشهد مع النبي عليه السلام، وهو أشار بحفر الخندق. فلما رآه أبو سفيان قال: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدُها. وهو من المعمَّرين وصاحب الكتابين يعني الإنجيل والقرآن، ومن الذين أوتوا العلم. وروي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من وجوه انه قال: " لو كان الدِّين في الثريَّا لناله سلمان ". وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لسمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي البَخْتري، عن عليٍّ أنه سئل عن

<<  <  ج: ص:  >  >>