للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلمان فقال: عَلمَ العلم الأول والآخر، بحرٌ لا يُنزف، هو منا أهل البيت. وفي رواية زاذان أبي عمر عن علي قال: سلمان الفارسيُّ مثل لقمان الحكيم. ثم ذكر مثل خبر أبي البَخْتريِّ. وقال كعب الأحبار: سلمان حُشي علما وحكمة. وهو من الأربعة الذين أمر الله النبيَّ عليه السلام بحبِّهم، وقد ذكرت الحديث عند ذكر المقداد في بَهْراء من قُضاعة. مسلم: نا محمد بن حاتم: نا حمادُ بن سلمة عن ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف من عنق عدوِّ الله مآخذها. فقال أبو بكر: تقولون هذا لشيخ قريش وسيِّدهم! وأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: " يا أبا بكر لئن كنت أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربك " فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أأغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك. وكان سلمان رضي الله عنه خيِّرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا. وروي عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدَّق به، ويأكل من عمل يده. وكان له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها. وذكر أنه كان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، وهو أمير على المدائن، ولاه عمرُ رضي الله عنه عليها. وقيل له: لم تعمل هذا وأنت أمير ولك رزق يجري عليك؟ فقال: إنى أحبُّ أن آكل من عمل يدي. وذكر أنه تعلمَّ الخوص بالمدينة من الأنصار، وهو عند بعض مواليه من اليهود. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء.

وتوفي سلمان في آخر سنة من خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين. وقال الشعبيُّ: توفي سلمان في علِّيَّة لأبي قرة الكندي بالمدائن. وروى عنه من الصحابة ابن عمر وابن عباس وأنس وأبو الطفيل. يعدُّ من الكوفيين.

هشام: روى عنه أبو الزبير المكيُّ حديث: " إن امرأتي لا تمنع يد لامسٍ ". ذكره محمد بن جرير الطبريُّ أبو جعفر فقال: نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: نا محمد بن سعد: نا سلمان بن عبد الله الرَّقِّي قال: نا محمد ابن أيوب الرقيُّ عن سفيان، عن عبد الكريم، عن ابن الزبير، عن هشام مولى

<<  <  ج: ص:  >  >>