للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبدء برسول الله مرضه الذي مات منه يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشر في بيت ميمونة. ثم انتقل حين اشتدَّ وجعه إلى بيت عائشة. وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، وخرج من مكة مهاجرا يوم الاثنين، وقَدِمَ المدينة يوم الاثنين، وقُبِضَ يوم الاثنين ضحىً، في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة باثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشر من الهجرة، ودُفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس. وقيل: دُفن ليلة الأربعاء صلى الله عليه وسلم.

وقالت عائشة رضي الله عنها: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري، وفي بيتي، وفي يومي، لم أظلم فيه أحدا. وتولّى غسله عليُّ ابن أبي طالب والعباس وأسامة بن زيد وشُقران مَولَيا النبيِّ عليه السلام. قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عبَّاد، عن عائشة قالت: لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه فقالوا: والله ما ندري! نجرّد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرِّد موتانا، أو نغسِّله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في صدره. ثم كلَّمهم مُكلَّم من ناحية البيت، لا يدرون من هو: " اغسلوه في ثوبه ". فغسلوه وعليه قميصه، ويدلكونه والقميص دون أيديهم. قال: وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه. فلما فُرغ من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِّن في ثلاثة أثواب، ثوبين صحاريَّين، وبُرد حِبرة، أُدرج فيه إدراجا. كما حدثني جعفر بن محمد عن أبيه، عن جدِّه عليِّ بن الحسين والزهريّ، عن عل] بن حسين.

الترمذي: حدثنا أبو عمار الحسن بن حُريث وقتيبة بن سعيد وغير واحد قالوا: نا سفيان بن عُيينة عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الاثنين، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، والناس خلف أبي بكر فأشار إلى الناس أن اثبتوا، وأبو بكر يؤمُّهم وألقى السَّجف وتوفي في آخر ذلك اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>