للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه شتى من حديث عائشة وهو أثبتها، ويرويه سالم الرُّواسيُّ. وهو سالم سبلان وأبو سلمة عن عائشة. خرَّجه مسلم، وكذلك حديث أبي هريرة صحيح خرّجه مسلم، وخرّجه ابن الجارود في المنتقى. وحديث عبد الله بن عمرو بن العاصي وجابر معلولان أخرجهما أبو داود سليمان بن الأشعث، وأخرج حديث عمرو بن العاصي أيضا مسلم.

قال ابن الجارود: نا عليَّ بن خشرم، قال: نا عيسى عن شعبة، عن محمد ابن رياء، قال: كان أبو هريرة يمرُّ بنا والناس يتوضؤون من المطهرة فسمعته يقول: أسبغوا الوضوء، فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، يقول: " ويل للعراقيب من النار " وقال: نا محمد بن يحيى قال: نا عبد الصمد، ونا أبو جعفر الدَّارميُّ. قال: نا النضر جميعا عن شعبة بهذا قال محمد للعقب، وقال الآخر للأعقاب.

عليُّ بن خشرم بن عبد الرحمن السعديُّ من شيوخ ابن الجارود قال النَّسائي عنه: هو مروزيُّ ثقة خرّج عنه مسلم. وعيسى غير منسوب الذي روى عنه ابن خشرم، هو عيسى بن يونس بن إسحاق السَّبيعي، واسم أبى إسحاق عمرو بن عبد الله من بطن من همدان يقال لهم السَّبيع. ولد في سلطان عثمان لثلاث سنين بقين منه، ومات سنة سبع وعشرين ومئة. وقال ابن قتيبة حدثني عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيِّ عن عمِّه عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال رفعني أبي حتى رأيت عليَّ بن أبي طالب خطب الناس أبيض الرأس واللحية، وابنه يونس بن أبي إسحاق، توفي سنة تسع وخمسين ومئة. وحفيده عيسى بن يونس يكنى أبا عمرو. وتحوَّل من الكوفة إلى الثغر، فنزل الحدث، ومات بها سنة إحدى وتسعين ومئة. وخرَّج مسلم عن عيسى، وعن أبيه يونس، وعن جدِّه أبي إسحاق كثيرا.

قال المؤلف غفر الله له: هذا تتبع صالح مفيد سماعه واجب على من رُزق حب علم السُنَّة اتباعه. فالمذكورون أهل الحق، والحقُّ معهم. والموفَّق الشحيح على دينه من اتَّبعهم. فهم أئمة الدين الذين عدَّلوا وخرّجوا. ولم يخافوا سخط أحد من الناس فيما به في الكذابين صرَّحوا. رزقنا الله الدُّؤوب على سلوك آثارهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>