ولا يجلس، ما يُهوِّن هذا عليَّ إلاَّ أنَّ هذا الشَّأن لا يورَّث، وإن أحدا لم يخلف أباه في مجلسه إلا عبد الرحمن بن القاسم. ومات عبد الرحمن سنة ستَّ وعشرين ومئة.
وأما بنات أبي بكر وهنَّ ثلاث، فقد تقدَّم ذكر عائشة منهن في أزواج النبي عليه السلام. ويأتي ذكر أسماء عند ذكر الزبير. والثالثة أمُّ كلثوم مات أبو بكر وأمُّها حامل بها، هو القائل في مرضه الذي مات منه: إنَّ ذا بطن بنت خارجة قد ألقِيَ في خَلَدي إنها خارجة. فكانت كذلك جارية وُلدت بعد موته. وأُمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغرِّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرح بن الحارث بن الخزرح الأنصاريِّ. وخارجة أبوها شهد العقبة وبدرا، وقُتل يوم أُحد شهيدا، ودُفن هو وسعد بن الربيع في قبر واحد، وكان ابن عمه، وذلك كان الشأن في قتلى أُحد؛ دَفْنَ الاثنين والثلاثة في قبر واحد.
وابنه زيد بن خارجة، هو الذي تكلم بعد الموت، وهو من الصحابة. وخبره مشهور رواه يحيى بن سعيد النصاريُّ، عن سعيد بن المسَّيب. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خرجة بن زيد وبين أبي بكر الصديق حين آخى بين المهاجرين والأنصار، وتزوج ابنته حبيبة بعد أبي بكر خُبيب بن أساف ويقال: ابن يساف الأنصاريُّ الخزرجيُّ. وشهد خُبيب بدرا وأُحدا والخندق والمشاهد كُلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومات في خلافة عثمان، وهو جدُّ خُبيب بن عبد الرحمن بن خُبيب بن يَسَاف شيخ مالك. وخُبيب بن يساف هو الذي قتل أمية بن خلف فيما ذكروا. وقال مسلم بن الحجاج: خبيب جدُّ خبيب بن عبد الرحمن، له صحبة.
وتزوج أمَّ كلثوم بنت أبي بكر الصديق طلحة بن عبيد الله، فولدت له زكرياء وعائشة ابني طلحة. وقد كان عمر بن الخطاب خطبها إلى عائشة. فانعمت له بذلك، فكرهته أمُّ كلثوم، وبكت فأعلمت بذلك عائشة عمرو بن العاصي، فردَّ عمر عنها بمكيدة حسنة. والخبر بذلك مشهور رضي الله عن الجميع. وخبر عائشة بنت طلحة يأتي عند ذكر مصعب بن الزُّبير بعد إن شاء الله.