بشؤم بني حذيفة إنَّ فيهم ... معاً نكداً وشؤم بني مطيع
محمد بن إياسٍ هذا الذي رثى زيد بن عمر هو الذي روى عن ابن عباس وأبي هريرة فيمن طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يمسَّها أنها لا تحل له. مالك عن يحيى بن سعيدٍ، عن بكير بن عبد الله بن الأشجِّ، عن معاوية بن أبي عيًاش الأنصاريِّ، أنه كان جالساً مع عبد الله بن الزبير وعاصم بن عمر قال: فجاءهما محمد بن إياس بن البكير فقال: إن رجلاً من أهل البادية طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها، فبماذا تريان؟ فقال عبد الله بن الزبير: إن هذا الأمر مالنا به قول، فاذهب إلى عبد الله بن عباس وأبي هريرة، فأني تركتهما عند عائشة فسلهما، ثم ائتنا فأخبرنا. فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة: أفته يا أبا هريرة، فقد جاءتك معضلة. فقال أبو هريرة: الواحد تبينها، والثلاث تحرِّمها حتى تنكح زوجاً غيره. وقال ابن عباس مثل ذلك أيضاً. قال مالك وعلى ذلك الأمر عندنا.
ومات زيد وأمُّه أمُّ كلثوم في وقتٍ واحدٍ بالمدينة في خلافة معاوية، وحضر جنازتهما الحسن بن علي، وقدم عبد الله بن عمر فصلَّى عليهما، فيهما سنَّتان فيما ذكروا. ولم يورَّث واحد منها من صاحبه لأنه لم يعرف أولهما موتاً. وقدَّم زيد قبل أمِّه مما يلي الإمام. وقال ابن الجارود في " المنتقى ": حدثنا أحمد بن يوسف قال: أنا ابن جريح قال: سمعت نافعاً يزعم أن ابن عمر صلى على تسعة جنائز جميعاً؛ جعل الرِّجال يلون الإمام، والنساء يلين القبلة، فصفَّهم صفاً. ووضعت جنازة أمُّ كلثوم بنت علي بن أبي طالبٍ امرأة عمر بن الخطاب وابنٍ لها يقال له زيد، وضعاً جميعاً والإمام يومئذ سعيد بن العاصي، وفي الناس ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة. فوضع الغلام مما يلي الإمام. فقال رجل: فأنكرت ذلك، فنظرت ذلك، فنظرت إلى ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي قتادة فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هي السنة.
أحمد بن يوسف الذي روى عنه ابن الجارود هذا الحديث خرَّج عنه مسلم، وهو سلمي نيسابوري، يكنى أبا الحسن. وذكر البرقانيُّ عن النسائيِّ أنه نيسابوريُّ صالح.