وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينارٍ، عن محمد بن علي أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أمَّ كلثوم، فذكر له صغرها، فثقيل أنه ردَّك فعاوده فقال له: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي أمرأتك، فأرسل بها أليه، فكشف عن ساقها فقالت: مه، لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك. وذكر ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيهن عن جدَّه أن عمر بن الخطاب تزوج أمَّ كلثوم بنت عليٍّ على مهر أربعين ألفاً.
وولدت أمُّ كلثوم لعمر زيداً ورقيًة. وأصيب زيد في حربٍ كانت بين بني عدي ليلاً جناها عبد الله بن مطيع وبنو أبي جهم، فخرج ليصلح بينهم، فضربه رجل منه في الظلمة فشجعَّه فصرعه، فعاش أياماً ثم مات.
وقال محمد بن إياسٍ بن البكير الليثيُّ يرثي زيد بن عمر بن الخطاب:
ألا يا ليت أمي لم تلدني ... ولم أك في الغواة لدى البقيع
ولم أر مصرع ابن الخير زيدٍ ... وهدَّتْه هنالك من صريع
وهو الرُّزء الذي عظمت وجلَّت ... مصيبته على الحيِّ الجميع
كريم في النِّجار تكنَّفته ... بيوت المجد والحسب الرفيع
شفيع الجود ما للجود حقاً ... سواه إذا تولى من شفيع
أصاب الحيَّ حيَّ بني عديٍّ ... مجلَّلة من الخطب الفظيع
وخصَّ هم الشَّقاء به خصوصاً ... لما يأتون من سوء الصَّنيع