لعمر، ثلاث مرات. فقام رجل من القوم فقال: تقدم والله على ما يسرك، وتقرُّ به عينك. فقال: وما يدريك ويحك؟ فقام ابن عباس فقال: ومالنا لا ندرى؟ وقد عشت حميداً، وذهبت فقيداً، وعملت بالحقِّ. فقال عمر للقوم: أتعرفون ما قال ابن عباس؟ قالوا: نعم. قال: لو احتجت إلى شهادتكم عند ربي، أكنتم تشهدون بما قال: الله وأكبر، الله أكبر، الله أكبر.
وروي أنه لما طعن رضي الله عنه، دعا بلبن فشربه، فخرج من طعنته، فقال: الله وأكبر. فجعل جلساؤه يثنون عليه. فقال: وددت أني أخرج منها كفافاً كما دخلت فيها. ولو أن لي اليوم ما طلعت عليه الشمس وما غربت لافتديت به من هول المطَّلع. ودخل عليه المسور بن مخرمة بن نوفل الزُّهريُّ من الليلة التي طعن فيها، فأيقضه لصلاة الصبح. فقال عمر: نعم، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. فصلى عمر، وجرحه يثعب، دماً وهذا الحديث رواه مالك في الموطأ عن هشام بن عروة، عن أبيه أن المسور بن مخرمة أخبره أنه دخل على عمر بن الخطاب من الليلة، الحديث.
وقال الزبير: طعن لأربع بقين من ذي الحج، سنة ثلاث وعشرين. وقال الواقديُّ: طعن يوم الأربعاء لسبع بقين م ذي الحج، ومكث ثلاثاً ثم توفي لأربع بقين وصلى عله صهيب وقبر في حجرة عائشة مع رسول الله وأبي بكر، ومات رضي الله عنه شهيداً كما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما سأل من الله، وغسل وكفِّن وصلِّي عليه.
مالك عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب غسل وكفن وصلِّي عليه، وكان شهيداً رحمه الله. مالك عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب كان يقول: اللهم أني أسألك شهادة في سبيلك ووفاة ببلد رسولك.
ولما حضر عمر الوفاة أرسل ابنه عبد الله إلى عائشة أمِّ المؤمنين، رضي الله عنها، وقال: اقرأ عليها السلام، وقل لها: يقول لك عمر: إنا قد نهينا أن ندخل بيوتكنَّ إلا بإذن، أفتأذن له أن يدفن في بيتك مع صاحبيه؟ قال: فأبلغها عبد