فأما عبد الحميد فكان أعرج. وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز مع أبي الزَّناد عبد الله بن ذكوان على خراج العراق. وفي كتاب " الجامع " من لموطأ عنه حديثين أحدهما رواه عنه ابن شهاب في الوباء. والآخر رواه زيد بن أبي أنيسة عنه، عن مسلم بن يسار الجُهنيِّ أن عمر بن الخطاب سُئل عن هذه الآية:) وإذ أخَذَ ربُّك من بني آدمَ من ظهورِهم ذريَّتَهُم (الحديث.
وولد عبد الحميد إبراهيم وعبد الملك وعبد الكبير وعمر وزيدا وعبد العزيز ومحمدا. فأما إبراهيم فولد إسحاق الذي يُعرف بالخطَّابي. وولده بالبصرة لهم أقدار وعدد. وولد عبد الكبير بن عبد الحميد سعيدا. رُوي عنه الأثر والخبر. ذكر الزبير بن بكار قال: حدَّثني عمر بن أبي بكر الموصلَّيُّ عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه، عن جدَّه قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم. ثم إنَّه أرسل إلى أبي جَهَم في تلك الخميصة، وبعث إليه التي لبسها هو ولبس هو التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبو جهم لبسات.
وكان الباقون من ولد عبد الحميد يلون الولايات.
وأما عبد الله بن عبد الرحمن: فهو الذي أكره ثابتا الأحنف على طلاق أمِّ ولدٍ لأبيه عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، كان الأحنف تزوَّجها. وحديثه مع ثابت في جامع الطلاق من الموطأ. وكان ثابت الأحنف مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
وأمَّا فاطمة بنت الخطاب: فكانت تحت سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل. أسلمت قديما قبل زواجها، وقيل: مع زوجها. وذلك قبل إسلام عمر أخيها. وخبرها في إسلام عمر خبر عجيب ذكره ابن إسحاق في السيرة.