وأما مالك الدار: فكان عمر ولاه دارا. وكان يقسم بين الناس فيها. وانتمى مالك الدار إلى اليمن. وأمُّ ولده حُبَّى كانت قد أرضعت لعثمان بن عفان، وكانت مليحة فأقطعها عثمان بعدما خيَّرها سُدسا من ستة أسداس. ومن موالي مالك الدار ذَكوان وكان عظيم القدر. وقد ولي بعض الأعمال، وهو الذي مشى من مكة إلى المدينة في يوم وليلة.
ومن موالي عمر مِهجع: قتل يوم بدر شهيدا.
وكان للخطاب نُفيل من الولد دون عمر زيد بن الخطاب وفاطمة بنت الخطاب. فأما زيد بن الخطاب فأُمُّه أسماء من بني أسد من خُزيمة، وكان إسلامه قبل إسلام عمر، وشهد بدرا، وبينه وبين عمر درع فجعل كلُّ واحد منهما يقول: والله لا يلبسها غيرك. ثم شهد يوم أحد. فصبر في أربعة أنفس، ولم يهرب فيمن هرب. وشهد يوم مسيلمة يوم اثنتي عشرة فقتل. ويقال: إنّض قاتله أبو مريم الحنفيُّ. ويقال: قتله سلامة أخو أبي مريم. وقال عمر لأبي مريم: والله لا أحبُّك حتى تحبَّ الأرض الدم. فقال يا أمير المؤمنين، أتمنعني بذلك حقا؟ قال: لا. قال: أتجلب إليَّ بذلك باطلا؟ قال: لا. قال: إذن لا أبالي، إنما يأسى على الحبِّ النساء. وبكاه عمر ووجد عليه وجدا شديدا. وقال لمتمِّم بن نويرة: لوددت أنك رثيت زيدا أخي بمثل ما رثيت به مالكا أخاك. فقال: يا أبا حفص والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته. فقال عمر: ما عزَّاني عن أخي بمثل تعزيتك، وكان عمر يقول: إني لأهش للصَّبا لأنها تأتينا من ناحية زيد.
وولد زيد بن الخطاب عبد الرحمن وبه كان يُكنى. وأمُّه لبابة بنت أبي لبابة بشير بن عبد المنذر الأنصاريِّ الأوسيِّ. أتى به أبو لبابة إلى النبي عليه السلام فقال له: ابن ابنتي يا رسول الله، ما رأيت مولودا قط أصغر خلقا منه فحنَّكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسح رأسه، ودعا له بالبركة. قال: فما رُئي عبد الرحمن بن زيد قط في قوم إلا فرعهم طولا. قال مصعب: كان عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فيما زعموا، طول الرجال وأتمّهم.
وولد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عبد الحميد وعبد الله. وأمُّه فاطمة بنت عمر بن الخطاب.