واختلف في سنّ عمر، رحمه الله، يوم مات؛ فقيل: تُوفي، وهو ابن خمس وخمسين. قاله إسحاق وأبو اليقظان. وقيل: تُوفي وهو ابن ثلاث وستين، كسنّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين تُوفِّيا. قال ذلك الشعبيُّ والواقديُّ. قال ابن قتيبة في " المعارف ": ولا أرى هذا إلا غلطا، والقول هو الأول. حدثني زيد بن أخزم قال: نا أبو قتيبة عن جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قُتل عمر بن الخطاب وهو ابن خمس وخمسين سنة. وقال أحمد بن حنبل عن هُشيم، عن عليِّ بن زيد، عن سالم بن عبد الله أن عمر قُبض وهو ابن خمس وخمسين سنة. وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر، قاله أبو نُعيم. وقال ابن إسحاق: كانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال.
وكان لعمر رضي الله عنه من الموالي أسلم ويرفا وأبو أمية وهُنَيَّ ومالك الدار. فأما أسلم فقال سعيد بن المسيَّب: أسلم حبشيٌّ بجاويٌّ، وكان يُكنى أبا زيد. واشتراه عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة. وفي تلك السنة قدِم بالأشعث ابن قيس على أبي بكر في الحديد. قال أسلم: فسمعته يكلم أبا بكر بعدما عاتبه أبو بكر فقال؛ استبقيني لحربك، وزوِّجني أختك، ففعل أبو بكر. وتُوفي أسلم في خلافة عبد الملك بن مروان وهو كثير الرواية عن عمر.
وابنه زيد بن أسلم: كثير الرواية عن أبيه، وهو من شيوخ مالك. وكان لزيد من الولد أسامة وعبد الله وعبد الرحمن. وروي عنهم الحديث، وهم فيه ضعفاء. قال يحيى بن معين: أسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الله بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهؤلاء أخوة. وليس حديثهم بشيء، وأسامة أحسنهم حديثا.
وأما يَرفا فكان حاجب عمر.
وأما أبو أمي' فكان مكاتبا لعمر. وهو جدُّ المبارك بن فضالة بن أبي أمية. وحمل عن المبارك حديث كثير. وتُوفي سنة خمس وستين ومئة. وكان للمبارك أخوان، قد رُوي عنهما، فضالة بن فضال وعبد الرحمن بن فضالة.
وأما هُنيُّ: فإن عمر كان جعله على الحِمَى الذي حَمى. ووصية عمر له مذكورة في آخر كتاب الجامع من الموطأ. وروى هُنيٌّ أن أبا بكر لم يَحْم شيئا من الأرض إلا النَّقيع حماه للخيل التي يُغزى عليها.