فتفرَّقتْ من بعدِ ذاكَ عصاهمُ ... شققاً وأصبَحَ سيفُهُمْ مَسلولاً
وقال بعض الشعراء العثمانيين، وأحسَنَ رحمه الله:
ألا قُل لقوم شاربي كأس عَلْقَمِ ... بقتلِ إمامٍ في المدينة مُحرِم
قَتلتُمْ أمينَ اللهِ في غَيرِ رِدَّةٍ ... ولا حَدِّ إحصان ولا قَتلِ مسلمِ
تَعالَوا ففاتونا فإن كانَ قتلُهُ ... لواحدة منها فحُلَّ لكمْ دمي
وإلاَّ فأعظمْ بالذي قد أتيتُمْ ... ولم يأتِ ما لم يرضَهُ الله يَظلمُ
وقال سعيد بن زيد: لو أنَّ أحدا انقضَّ لما فُعل بعثمان لكان حقيقا أن ينقضَّ. وقال ابن عباس: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لَرُموا بالحجارة كما رمي قوم لوط. وقال عبد الله بن سلاَّم: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا ينغلق عنهم إلى قيام الساعة.
ودُفن رضي الله عنه بحشِّ كوكب، كذلك قيَّده أبو عُبيد عبد الله بن أبي المصعب عبد العزيز بن أبي زيد محمد بن أيوب بن عمرو بن أيوب البكريُّ في " معجم ما استعجم " والحشُّ: البستان. وجمعها الحِشَّان. بكسر الحاء. وكوكب: رجل من الأنصار. كان عثمان اشتراه وزاده في البقيع. وكان أوَّل من قُبر فيه.
وقال مالك بن أنس: كان عثمان يمرُّ بحشِّ كوكب فيقول: إنه سيُدفن هاهنا رجل صالح. وحُمِل على لوح سرا. وقيل: حملوه على باب، وأن رأسه على الباب ليقول: طَقْ، حتى ساروا به إلى حشِّ كوكب. فاحتفروا له. وكانت عائشة بنت عثمان معها مصباح في حُقّ. فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت، فقال لها ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لأضربنَّ الذي فيه عيناك. فسكتت فدُفِن. وصلى عليه عمرو بن عثمان ابنه. وقيل حكيم بن حزام وأبي جهم ابن حُذيفة ونياز بن مُكرم الأسلميُّ.