طارتْ إلى أهلها منهمْ وأوْرثَها ... لمَّا رأى اللهُ في عثمانَ ما انتهكوا
وقالت زينب بنت العوَّام:
وعطَّشْتُمُ عثمانَ في جوفِ دارهِ ... شربتُم كشربِ الهِيمِ شربَ حميمِ
فكيفَ بنا أَمْ كيف بالنومِ بعدَما ... أصيبَ ابنُ أروَى وابنُ أمِّ حكيم؟
وقالت ليلى الأخْيليَّة:
قُتل أبنُ عفانَ الإمامُ ... وضاع أمرُ المسلمينا
وتشتَّتتْ سبُلُ الرشادِ ... لصادرينَ وواردينا
فانهضْ معاويَ نهضةً ... تَشفي بها الداءَ الدَّفينا
أنتَ الذي من بعدِهِ ... نَدعوا أميرَ المؤمنينا
وقال ليلى أيضا:
أبعدَ عثمانَ تَرجو الخير أمتُهُ ... وكان آمنَ من يمشي على ساقِ
خليفةُ اللهِ أعطاهُمُ وخوَّلهمْ ... ما كانَ من ذَهبٍ حومٍ وأوراقِ
فلا تُكذِّبْ بِوعدِ اللهِ وارضَ بِهِ ... ولا تُوكَّلْ على شيءٍ بإشفاقِ
ولا تقولَنْ لشيءٍ: سوف أفعلُهُ ... قدْ قدَّر اللهُ ما كلُّ امرئٍ لاقِ
وقال بعض بني نهشل أو لمجاشع:
لَعَمْرُ أبيكَ فلا تكذبَنْ ... لقد ذهبَ الخيرُ إلا قليلا
لقد فُتن الناسُ في دينهمْ ... وخلَّى ابنُ عفانَ شراً طويلا
وقال الوليد بن عُقبة بن أبي مُعيط:
ألا أنَّ خيرَ الناسِ بعد ثلاثةٍ ... قتيلُ التَّجيبي الذي جاءَ من مصرِ
وماليَ لا أبكي وتبكي أقاربي ... وقَد حُجبتْ عنا فُضولُ أبي عَمرِ