ضحَوا بعثمانَ في الشهرِ الحرامِ ضحى ... فأيُّ ذِبح وَيلهُمْ ذَبحوا
وأيُّ سُنَّةِ كفرٍ سنَّ أوّلهُم ... وبابَ شّرٍّ على سُلطانهمْ فَتَحوا؟
ماذا أرادوا أضلَّ اللهُ سَعيَهُمْ ... بسفكِ ذاكَ الدَّمِ الزاكي الذي سَفَحوا
إنَّ الذين توّلوا قتلَهُ سَفَهاً ... لَقَوا أَثاماً وخُسراناً وما رَبحوا
وقال القاسم بن أُمية بن أبي الصَّلت من أبيات:
لعمري لبئس الذَّبحْ ضحَّيْتُمُ به ... وخنتُمْ رسولَ الله في قتلِ صاحبِهْ
وقال حسان بن ثابت:
إنْ تُمْسِ دارُ بني عفانَ مُوحشةً ... بابٌ صريعٌ وبابٌ مُحْرَقٌ خربُ
فقد يصادفُ باغي الخيرِ حاجَتَهُ ... فيها، ويأوى إليها الجودُ والحسَبُ
ولحسان أيضا:
قَتلتُمْ وليَّ اللهِ في جَوفِ داره ... وجئتم بأمر جائر غير مُهتَدِ
فلا ظَفِرتْ أيمانُ قومٍ تعاقدوا ... على قتل عثمان الرشيدِ المسدَّدِ
وقال كعب بن مالك:
يا لَلرِّجالِ لأمرٍ هاجَ لي حَزَناً ... لقد عَجبتُ لِمن يَبكى على الدَّمَنِ
إني رأيتُ قتيلَ اللهِ مُضطهَداً ... عثمانُ يُهدى إلى الأجداثِ في كفنِ
يا قَاتلَ اللهُ قوماً كان أمرُهُم ... قتلَ الإمام الزكيِّ الطيِّب الرُّدُنِ
لم يقتلوهُ على ذنبٍ ألمَّ بهِ ... إلا الذي نطقوا زُوراً ولم يكنِ
وقال حميد بن ثور الهلاليُّ:
إن الخلافةَ لمَّا أظْعنتْ ظَعنتْ ... عن أهلِ يثربَ إذ غير الهُدى سلكوا